كارثة بيئية.. أنهار ألاسكا تتحول إلى اللون البرتقالي مع ذوبان التربة وإطلاق المعادن السامة

تحول أنهار ألاسكا للون البرتقالي وتذبذب التربة الصقيعية يطلق معادن سامة تهدد النظم البيئية

تشهد أنهار ألاسكا تغيرًا ملحوظًا في لون مياهاها التي تحولت إلى البرتقالي، نتيجة ذوبان التربة الصقيعية وانبعاث معادن سامة تؤثر على النظام البيئي المائي وأمان الأسماك التي تعتمد عليها المجتمعات المحلية في غذائها واقتصادها. هذه الظاهرة غير المألوفة تنذر بمخاطر بيئية تمتد آثارها إلى النظم الطبيعية والبشرية على حد سواء.

تأثير ذوبان التربة الصقيعية على تغير لون أنهار ألاسكا والمعادن السامة المنبعثة

تنتشر أنهار ألاسكا عبر سلسلة جبال بروكس التي تمتد لأكثر من ألف كيلومتر في شمال أمريكا الشمالية، حيث تشكل مجاري المياه هذه شريان حياة للسكان الأصليين، وتعتمد عليها الأسماك المهاجرة داخل مساحات تصل إلى 14 مليون هكتار من الأراضي. على مدى عقود، حافظت هذه الجداول المائية على نقاء مياهها، لكن ذوبان التربة الصقيعية كشف معادن الكبريتيد المختبئة تحت الصخور، مما أدى إلى أكسدة هذه المعادن وتحرير الحديد والمعادن الثقيلة مثل الكادميوم والنحاس والنيكل إلى مياه الأنهار، الأمر الذي تسبب في تغير لونها إلى البرتقالي وارتفاع السمية فيها، وهو ما أثار المخاوف بشأن استدامة النظم البيئية والحياة البرية.

الدراسة العلمية وأسباب تحول أنهار ألاسكا إلى اللون البرتقالي

قاد الدكتور باتريك سوليفان وفريقه البحثي من جامعة ألاسكا تحقيقًا مفصلًا لفهم أسباب تغير لون مياه الأنهار، حيث أظهرت النتائج وجود ارتباط مباشر بين الاحترار العالمي وذوبان التربة الصقيعية، ما أدى إلى ظهور تفاعلات جيولوجية كيميائية مؤذية. شملت هذه التفاعلات أكسدة معادن الكبريتيد، وتحلل الصخور المصاحبة، مما أطلق أحماضًا وأكاسيد معدنية مذابة انتشرت عبر مستجمعات مياه أنهار السلمون وكوبوك. توثيق ميداني دقيق استلزم الوصول إلى هذه المواقع الجغرافية النائية، حيث استغرقت عمليات جمع العينات والبيانات عدة أيام من المشي والطيران، مؤكدة أن هذه الظاهرة تؤثر مباشرة على جودة المياه وأعداد الأسماك، خصوصًا سمك السلمون الصغير الذي تعتمد عليه المجتمعات المحلية.

تداعيات ظاهرة تغير لون أنهار ألاسكا ودور الاحتباس الحراري في استمرارها

توضح نتائج الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، التي بلغت في 2024 أعلى مستوياتها بالتاريخ بزيادة 1.55 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، يمنح زخمًا متزايدًا لذوبان التربة الصقيعية واستمرار إطلاق المعادن السامة في المياه، مما يعرقل التعافي الطبيعي لهذه الأراضي والأنهار. يشير الدكتور سوليفان إلى أن استمرار هذه العمليات الجيوكيميائية وربما توقفها مرتبط بفترة تعافي الجليد الدائم، وإلا فإنها قد تمتد لآلاف السنين. كما أن الظاهرة ليست محصورة في ألاسكا فحسب، بل تم رصدها في مناطق جبلية أخرى مثل شمال غرب كندا وجبال الألب وبيرو. هذا التأثير السلبي على بيئة الأنهار يسبب تدهورًا في موائل الأسماك، مما يقلل من أعدادها ويهدد إمدادات الغذاء والخدمات الاقتصادية للمجتمعات المحلية.

المعدن السام مصدره تأثيره في المياه
الحديد معادن الكبريتيد والصخور المحيطة يسبب تلون المياه بالبرتقالي وسمية للأنظمة البيئية
الكادميوم أكسدة معادن الكبريتيد مركب سام يتراكم في الأحياء المائية
النحاس تحلل الصخور الغنية بالكبريتيد ضار للأسماك والكائنات الحية
النيكل تفاعلات جيوكيميائية في صخور الأنهار ينتقل في الغذاء مؤثرًا سلبًا على السلسلة الغذائية

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.