تصاعد التوتر التجاري.. رسوم ترامب على الشاحنات تدخل حيز التنفيذ وتضرب دولتين في القلب

بدأت الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الشاحنات المتوسطة والثقيلة، مما أثار تحذيرات من تأثير هذه الخطوة على قطاع الشاحنات في كندا والمكسيك اللتين تعتبران أكبر المتضررين. هذا الإجراء جاء ضمن تحقيق أطلقه الرئيس دونالد ترامب بموجب المادة 232 لتقييم تأثير واردات الشاحنات على الأمن القومي الأمريكي.

تفاصيل فرض رسوم ترامب على الشاحنات وارتباطها بأمن أمريكا

تطبق الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة بنسبة 25% على الشاحنات، إلى جانب رسوم 10% على الحافلات، ضمن إطار تحقيق أجري بموجب قانون توسيع التجارة عام 1962؛ الذي يهدف لتعزيز الصناعة المحلية ومعاقبة الدول التي تستغل السوق الأمريكي. قبل هذا القرار، فرضت إدارة ترامب رسوماً مرتفعة على قطاعي الصلب والألومنيوم بلغت 50%، ورسومًا بنسبة 25% على السيارات، لكن الرسوم الأخيرة على الشاحنات لم تُضاف إلى تلك المطبقة بالفعل على المواد المعدنية والسيارات، كما أن الشاحنات المؤهلة للمعاملة التفضيلية بموجب اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية لن تخضع لهذه الرسوم على المكونات الأمريكية.

كيف أثرت رسوم الشاحنات على كندا والمكسيك اقتصادياً وتجاريًا؟

تُشكّل واردات الشاحنات من كندا والمكسيك الجزء الأكبر من السوق الأمريكي، حيث تمثل الشاحنات الثقيلة القادمة من المكسيك نحو 70% من واردات بلادها للولايات المتحدة، في حين تمثل واردات كندا حوالي 20%. وبموجب النظام الجديد، تُفرض الرسوم بنسبة 25% فقط على مكونات الشاحنات غير المصنعة في أمريكا والتي لا تغطيها الاتفاقيات التجارية، مما أدى إلى تراجع صادرات المركبات الثقيلة من المكسيك إلى الولايات المتحدة بنحو 26% خلال الأشهر الأولى من العام، مع انكماش قطاع التصنيع في المكسيك بنسبة 0.3% في الربع الثالث. تتواصل المكسيك مع الإدارة الأمريكية لمحاولة تخفيف هذه الرسوم وتأثيرها على الاقتصاد.

• نددت جمعيات الشاحنات الأمريكية، التي تمثل حوالي 37 ألف شركة، عام 2018 بفرض الرسوم، محذرة من تبعاتها السلبية على مبيعات المصنّعين والتجار.
• يأتي فرض الرسوم ضمن جهود ترامب لدعم الصناعة المحلية وتقليل الاعتماد على واردات الشاحنات الخارجية.
• لا تشمل الرسوم الجديدة مكونات الشاحنات التي تدخل بموجب اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، شرط أن تكون مكونات تلك الشاحنات أمريكية أو كندية أو مكسيكية.

ردود الفعل والتوقعات المستقبلية لرسوم ترامب على الشاحنات

أظهرت ردود فعل متباينة بين الأطراف المعنية، إذ تعتبر كندا والمكسيك الأكثر تأثرًا بهذه الرسوم نظرًا لاعتمادهما الكبير على صادرات الشاحنات إلى السوق الأمريكي، وهو ما يُعد ضربة للاقتصادات المحلية وخاصة في القطاعات الصناعية. في المقابل، تستمر الولايات المتحدة في محاولة تعزيز صناعاتها الوطنية عبر هذه الإجراءات، رغم المخاوف من تأثر سلاسل التوريد وارتفاع تكلفة مركبات النقل. من المهم متابعة المفاوضات بين الولايات المتحدة والمكسيك التي قد تؤدي إلى تخفيف الجزاءات أو التوصل إلى اتفاقيات جديدة تقلل من أثر الرسوم على تجارة الشاحنات.