ثورة فضائية.. «سبيس 42» تطلق 3 أقمار رادارية جديدة ضمن كوكبة «فورسايت» لتعزيز مراقبة الأرض بدقة متطورة
شهدت منصة الفضاء العالمية تطورًا جديدًا مع إطلاق شركة سبيس 42 ثلاثة أقمار اصطناعية رادارية جديدة ضمن كوكبة “فورسايت” لرصد الأرض، ما يعزز قدرات مراقبة الأرض بدقة عالية وباستخدام تقنيات متقدمة. هذا التوسع يأتي في إطار تطوير شبكة الأقمار الاصطناعية التي تدعم جمع وتحليل البيانات الجيومكانية الحيوية لمختلف القطاعات الحكومية والصناعية.
تفاصيل إطلاق كوكبة فورسايت للأقمار الاصطناعية الرادارية الجديدة
نجحت شركة سبيس 42 في إرسال ثلاثة أقمار اصطناعية رادارية جديدة إلى المدار الأرضي المنخفض، وهي “فورسايت-3″، و”فورسايت-4″، و”فورسايت-5″، ضمن التعاون المشترك مع شركة “آيس آي” المتخصصة في تشغيل الأقمار الرادارية SAR؛ وقد تم الإطلاق عبر شركة الإطلاق “إكسولاونش” على متن مهمة “باندواغون-4” المشتركة مع “سبيس إكس” من كيب كانافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية. هذا النجاح تم تأكيده فور الاتصال بالمركبة الفضائية وبدء العمليات الروتينية الأولية لها، مما يعد خطوة مهمة في توسيع نطاق كوكبة فورسايت للأقمار الاصطناعية الرادارية.
أهمية كوكبة فورسايت ودورها في تحسين البيانات الجيومكانية لرصد الأرض
تجمع كوكبة فورسايت بين تقنيات الصور الرادارية ومركز تحليل البيانات GIQ التابع لـ سبيس 42، والذي يوفر بيانات جيومكانية دقيقة تساعدة في اتخاذ القرار على المستويات الحكومية والصناعية عبر العالم. تطورت الكوكبة منذ إطلاق أول قمر في أغسطس 2024، ثم القمر الثاني في يناير 2025، وصولًا إلى تعزيز التشكيلة بأقمار رادارية جديدة تسهم في زيادة سرعة توفير وتحليل البيانات الرادارية بدقة تشغيلية تصل إلى 25 سنتيمترًا مع معدلات إعادة زيارة يومية وزمن استجابة منخفض لنقل التحليلات.
تأثير توسعة كوكبة الأقمار الاصطناعية الرادارية على استخدامات رصد الأرض
قدمت أقمار فورسايت الرادارية خدمات فعلية تعكس أهمية هذه التقنية في المجالات الاستراتيجية؛ فقد أثبتت جدواها خلال تقييم سلامة سد أتاتورك في تركيا إثر الزلزال الكبير 2023 حين تعطل النظام التقليدي للرصد، كما لعبت دورًا أساسيًا في الإمارات خلال حالة جوية صعبة عام 2024 ساعدت على مراقبة الأوضاع رغم غياب الرصد البصري. تعكس هذه الإنجازات الطلب المتزايد على بيانات الأقمار الاصطناعية الرادارية، ويُتوقع أن ينمو السوق العالمي لأنظمة الأقمار الرادارية من 5.8 مليار دولار إلى 9.8 مليار دولار بحلول 2030. كما تتيح هذه التكنولوجيا لحكومات الدعم في الاستجابة للطوارئ بشكل أسرع بنسبة تصل إلى 90%، وتقليل تكاليف صيانة البنية التحتية بنحو 30%، وتحسين العمليات التشغيلية للشركات بنسبة تصل إلى 25%، ما يجعل كوكبة فورسايت أداة رئيسية في تعزيز اتخاذ القرار ضمن البيئات الخرائطية المعقدة.
| القمر الصناعي | تاريخ الإطلاق | مكان التصنيع | دقة التشغيل | القدرات الرئيسية |
|---|---|---|---|---|
| فورسايت-1 | أغسطس 2024 | فنلندا | 25 سم | رصد الأرض وجمع البيانات الجيومكانية |
| فورسايت-2 | يناير 2025 | فنلندا | 25 سم | الرصد المستمر وتحليل البيانات |
| فورسايت-3 | 2025 | فنلندا | 25 سم | تعزيز دقة البيانات وتحليل التغيرات |
| فورسايت-4 | 2025 | فنلندا | 25 سم | رصد متقدم والاستجابة السريعة |
| فورسايت-5 | 2025 | فنلندا | 25 سم | دعم اتخاذ القرار والتطبيقات الصناعية |
تُصنع أقمار فورسايت في فنلندا وتُنقل إلى أبوظبي حيث تُجرى عمليات التجميع والاختبار في منشأة سبيس 42، لتُطلق بعدها من الولايات المتحدة الأمريكية، ما يمثل نموذج عمل عالمي متكامل. يعكس التوسع الذي حققته الشركة إضافة ثلاثة أقمار اصطناعية ضمن برنامج رصد الأرض نقطة تحول مهمة في استكمال الكوكبة المقرر بحلول عام 2027، لتعزيز دقة البيانات وتحسين فرص دعم اتخاذ القرار وتأكيد مكانة الدولة ضمن قائمة حوالي 20 دولة حول العالم تمتلك أقمارًا صناعية رادارية عاملة في الفضاء.
من خلال الجمع بين الخبرات الوطنية والشراكات الدولية مثل التعاون مع شركة “آيس آي”، تعزز سبيس 42 قدرتها على سرعة التنفيذ وتوسيع نطاق توفير البيانات الجيومكانية، ما يجعل كوكبة فورسايت نموذجًا متطورًا لرصد الأرض يساهم في تطوير قطاعات متنوعة عبر العالم.
