اتفاق تاريخي.. العراق وتركيا ينهيان عقودًا من الجفاف بمشروع مياه جديد
وقع العراق وتركيا آلية تنفيذية لاتفاقية تعاون إطارية في مجال المياه بهدف مواجهة أزمة الجفاف الحادة التي تعصف بالبلدين، خصوصًا في مناطق نهري دجلة والفرات. هذه الخطوة تأتي في ظل تدني حاد في متساقطات الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى أزمة حادة في شح المياه تتطلب حلولًا مشتركة ومستدامة.
اتفاق العراق وتركيا لتعاون مائي مستدام لمواجهة الجفاف
يشهد العراق أسوأ سنواته من حيث قلة المياه، بسبب تدني المتساقطات وارتفاع درجات الحرارة، إذ يعاني من انخفاض غير مسبوق في تدفق نهري دجلة والفرات اللذين يمثلان شريان الحياة في المنطقة؛ خصوصًا مع تقليل تركيا وإيران لحصص المياه الواردة من أراضيهما. بالمقابل، لا تخلو تركيا من تحديات مماثلة، إذ سجلت هيئة الأرصاد الجوية التركية قلة في كميات الأمطار بلغت أدنى مستوياتها منذ أكثر من خمسين عامًا. في هذا السياق، يمثل الاتفاق التاريخي بين البلدين خطوة حاسمة لاحتواء أزمة المياه المائية عبر تنفيذ مشاريع مشتركة تزيد من كفاءة استخدام الموارد المائية والتقليل من الهدر.
مشاريع التعاون المائي بين العراق وتركيا لتعزيز إمدادات المياه
أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المياه، طورهان المفتي، أن الاتفاق يشمل حزمة من المشاريع الكبرى تشمل بناء سدود جديدة، إنشاء محطات تحلية المياه، بالإضافة إلى محطات ضخ ومعالجة مياه على مدى خمس عشرة سنة قادمة. ويُتوقع أن تلعب تركيا دورًا محوريًا في إنجاز هذه المشاريع، التي ستساهم في زيادة كميات المياه المتدفقة إلى العراق بشكل مستدام. كما تتضمن الآلية بنودًا للتنسيق بين الطرفين للحفاظ على تدفقات المياه وضمان استقرار الموارد المائية بما يخدم مصالح العراق في ظل التحديات المناخية المتصاعدة.
التحديات المائية التي تواجه العراق وسط تناقص حصته من مياه نهري دجلة والفرات
تعاني العراق من انخفاض حاد في حصته من مياه نهري دجلة والفرات؛ إذ يحصل على أقل من 35% من الحجم المائي المفترض، ما دفع السلطات إلى إطلاق كميات مياه من السدود تفوق ما يستقبلونه من تركيا. يحتضر الاحتياطي المائي في السدود والخزانات بشكل ملحوظ، إذ تراجع من نحو 10 مليارات متر مكعب في نهاية مايو إلى حوالى 8 مليارات متر مكعب في سبتمبر. هذا التراجع الكبير أثر بشكل مباشر على مستوى نهر الفرات الذي وصل إلى أدنى مستوياته مع حلول الصيف، وسط بلد يضم أكثر من 46 مليون نسمة متأثرين بشدة بالتغير المناخي؛ مما أجبر الحكومة على تقنين استهلاك المياه وتقليل المساحات الزراعية لضمان توفير الاحتياجات اليومية للسكان.
| العامل | الوضع الحالي في العراق | الوضع في تركيا |
|---|---|---|
| كمية الأمطار | انخفاض كبير جراء الجفاف المتكرر | أدنى مستوى خلال 52 عامًا |
| حصة المياه من نهري دجلة والفرات | أقل من 35% من الحصة المفترضة | تخفيض التدفقات إلى العراق |
| مستوى الاحتياطي في السدود | تراجع من 10 إلى 8 مليارات متر مكعب | تأثيرات مشابهة لظروف الجفاف |
- الاتفاق يشمل بناء سدود جديدة ومحطات تحلية ومعالجة مياه
- تعاون مستمر لمدة 15 عامًا مع دور محوري لتركيا في التنفيذ
- تنسيق للحفاظ على التدفقات المائية وضمان استدامة الموارد
- تقنين استخدام المياه وتقليل المساحات الزراعية كإجراء احترازي
