ثروات السودان.. موارد طبيعية ضخمة تعاني تأثيرات الحرب المستمرة

تمتلك موارد السودان الطبيعية ثروة هائلة تؤهل البلاد لتكون من بين الأغنى في إفريقيا، إلا أن الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع عطّلت هذه الموارد وأوقفت إنتاجها، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية ونزوح أكثر من 12.5 مليون شخص داخل وخارج البلاد، مع تعميق الأزمة الاقتصادية والإنسانية.

الأسباب التي جعلت موارد السودان الطبيعية غير مستغلة بالكامل

تشير بيانات وزارة المعادن السودانية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن السودان يمتلك موارد معدنية وزراعية ضخمة في القارة الإفريقية، منها احتياطيات يورانيوم تقدر بـ1.5 مليون طن، مما يجعله ثالث أكبر دولة عالمياً في تواجد هذا المعدن الاستراتيجي، بالإضافة إلى احتياطيات ذهب تتجاوز 1550 طنًا موزعة على أكثر من 40 ألف موقع تعدين، ويأتي السودان في المركز الثالث إفريقيًا والثالث عشر عالميًا في إنتاج الذهب.
وتضم ثروات السودان أيضًا خمسة مليارات برميل نفط، وخمسة ملايين طن من الحديد والنحاس، ونحو 1500 طن من الفضة. في الجانب الزراعي، تبلغ المساحة الصالحة للزراعة نحو 73.5 مليون هكتار، ويستغل السودان أقل من نصفها، مع ثروة حيوانية ضخمة يتجاوز عدد رؤوسها 103 ملايين من الأبقار والإبل والأغنام والماعز.
يُقدّر حجم الخسائر الناجمة عن سوء استغلال موارد السودان الطبيعية بحوالي 250 مليار دولار خلال عام 2023 بسبب توقف الإنتاج وتراجع الاستثمارات وتفاقم الأوضاع الأمنية.

تحديات واستغلال الذهب كأحد أهم موارد السودان

تفيد التجربة السودانية عقب انفصال جنوب السودان أن الذهب أصبح المصدر الأساسي للنقد الأجنبي بعدما خسر السودان حوالي 75% من عائدات النفط. مع ذلك، أدت الصراعات الداخلية وتوسع التعدين الأهلي غير المنظم إلى تقليل العائدات الفعلية بشكل كبير عن إمكاناته المحتملة.
تنتشر مناجم الذهب في عدد من ولايات السودان، خاصة في شمال البلاد ودارفور والشرق، ويبرز منجم أرياب (هساي) في شمال شرق السودان كأحد أقدم مواقع التعدين، ويُشغل بواسطة مستثمرين سودانيين ومصريين. كما يعد منجم جبل عامر في شمال دارفور من أكبر المناجم الإفريقية، حيث ينتج حوالي 50 طنًا سنويًا. من جهة أخرى، تستثمر شركات أجنبية مثل شركة مناجم المغربية وشركة بيرسيوس الأسترالية في مشروعات تعدين كبيرة بمنطقة صحراء النوبة شمال السودان.
لكن النزاعات العسكرية أدت إلى توقف العديد من المشاريع وتقليل الإنتاج، خاصة في مناطق التعدين الأهلي التي يعتمد عليها آلاف العمال كمصدر دخل.

آثار الحرب المستمرة على استثمار واستغلال موارد السودان الطبيعية

تمثلت آثار الحرب المستمرة في السودان بتدمير العديد من المنشآت الاقتصادية، إضافة إلى الهجرة القسرية لأكثر من 12.5 مليون نسمة، ما زاد من أعباء الاقتصاد الوطني وعمّق الانكماش الاقتصادي. بالإضافة إلى تراجع الاستثمارات المحلية والأجنبية، وغياب الأمن، فإن هذه العوامل جميعها أدت إلى تعطيل كافة محاولات استغلال الموارد الطبيعية بفعالية.
تُشير الإحصائيات الرسمية إلى أن تحويل الموارد الطبيعية في السودان إلى مصادر دخل واقعية يتطلب مستوى عالٍ من الاستقرار الأمني والتنمية المستدامة، إلى جانب استراتيجية واضحة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتعزيز قدرات إنتاجية القطاع الزراعي والمعدني.

المورد الطبيعي الاحتياطي/الإنتاج الموقع/التفاصيل
اليورانيوم 1.5 مليون طن ثالث عالمي
الذهب 1550 طن تقريبًا أكثر من 40 ألف موقع تعدين
النفط 5 مليارات برميل احتياطيات كبيرة
الحديد والنحاس 5 ملايين طن معدنية كبيرة
الفضة 1500 طن احتياطيات ملحوظة
المساحة الزراعية الصالحة 73.5 مليون هكتار أقل من نصفها مستغل
الماشية 103 ملايين رأس أبقار، إبل، أغنام، ماعز

تظهر ثروات السودان الطبيعية إمكانات ضخمة لم تُستغل بعد بالشكل الذي يليق بها، ويرتبط تحويل هذه الموارد إلى قوة اقتصادية مؤثرة بضرورة وضع حد للصراعات الراهنة، واستعادة الأمن، مع العمل على جذب الاستثمارات وتحسين بيئة العمل الصناعي والزراعي في البلاد.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.