تصدع جديد.. حرب المعكرونة تشعل التوتر التجاري بين واشنطن وروما بآثار اقتصادية متصاعدة

تتصاعد حدة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وإيطاليا مع إعلان وزارة التجارة الأمريكية فرض رسوم جمركية عقابية قد تتجاوز 100% على صادرات المعكرونة الإيطالية، ما يُشكل تهديدًا مباشرًا لأحد أشهر رموز المطبخ الإيطالي ويضع مستقبل صادرات المعكرونة الإيطالية إلى السوق الأمريكية في دائرة من عدم اليقين.

الأسباب والتفاصيل وراء فرض الرسوم الجمركية على صادرات المعكرونة الإيطالية

أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن نيتها تطبيق رسوم جمركية عقابية بعد تحقيق روتيني حول ممارسات “الإغراق التجاري”، والذي اتهم فيه 13 شركة إيطالية كبرى ببيع منتجاتها في السوق الأمريكية بأسعار أقل من مثيلاتها المحلية؛ الأمر الذي دعا إلى فرض رسوم إضافية بنسبة 91.74% تُضاف إلى الرسوم السابقة البالغة 15% التي فرضتها إدارة ترامب على صادرات الاتحاد الأوروبي، ليصل الإجمالي إلى حوالي 107% على المعكرونة الإيطالية، ما قد يجعل الأسعار مرتفعة جدًا ويضع المنتجين الإيطاليين أمام تحديات تنافسية كبيرة. تواجه صادرات المعكرونة الإيطالية إلى الولايات المتحدة انتعاشًا ملحوظًا، إذ تمثل نحو 12% من السوق الأمريكية بقيمة سنوية تقريبية تبلغ 780 مليون دولار، ما يجعل فرض هذه الرسوم له تأثير كبير على حركة التجارة بين البلدين.

ردود فعل المنتجين الإيطاليين على الرسوم وتأثيرها على صادرات المعكرونة الإيطالية

قلق كبير يسود مجتمع المنتجين الإيطاليين إزاء الرسوم الجمركية التي قد تؤدي إلى إقصاء منتجاتهم من السوق الأمريكية الحيوية، حيث يرى ماسيمو مينا، الرئيس التنفيذي لشركة “غاروفالو”، أن هذه الرسوم ستُجبرهم على رفع الأسعار بشكل مضاعف، مما يُخرجهم من دائرة المنافسة تمامًا، وهو ما يؤكد عليه كوزيمو رومّو، الرئيس التنفيذي لشركة “باستا رومّو”، معتبراً القرار ذريعة لمنع دخول المعكرونة الإيطالية التي تعد أحد رموز التراث الوطني إلى السوق الأمريكية، مؤكدًا ضرورة أن تقوم العلاقة بين البلدين على التعاون بدلاً من الإقصاء. كما دفع تزايد الرسوم بالمنتجين إلى التفكير في كيفية الحفاظ على مكانتهم وسط هذه المعطيات الجديدة.

التداعيات السياسية والاقتصادية لخطر “حرب المعكرونة” بين واشنطن وروما

تصاعد الاعتراضات على الرسوم الجمركية من قبل الأوساط السياسية والاقتصادية في إيطاليا، حيث وصف أدولفو أورسو، وزير الصناعة، المعكرونة بأنها فخر المطبخ الإيطالي، مؤكدًا أن بلاده ستلجأ إلى الطعن القانوني ضد القرار، فيما رأى لويجي سكورداماغليا، مدير مجموعة “فيلييرا إيطاليا”، أن الإجراء يفتقر إلى أساس قانوني واضح ويشكّل حاجزًا تجاريًا غير مبرر. بينما تشير تحليلات خبراء إلى أن ذلك يعكس سياسة حمائية صارمة تتبعها إدارة ترامب، التي أسست خلال فترة ولايته الثانية على فرض رسومات جمركية كأداة ضغط ضد عدد من الدول، بما يشمل حتى الحلفاء الاستراتيجيين. وقد وصفت ناتالي توتشي، مديرة “المعهد الإيطالي للشؤون الدولية”، تلك السياسات بأنها لا تركز على شعار “أميركا أولاً” بل “أميركا فقط”، في إشارة إلى اعتماد المصالح الأمريكية على حساب التعاون الدولي. وفي ضوء هذه المعطيات، ينتظر العالم نتائج المراجعة القانونية والإدارية التي قد تعيد شكل العلاقات التجارية بين واشنطن وروما، وسط خشية من أن يتحول هذا النزاع إلى فصل جديد من النزاعات الحمائية بين الحلفاء عبر الأطلسي.