ذكاء اصطناعي متقدم.. كيف يقلل الذكاء الاصطناعي كلفة النفط ويحمي الكوكب بفعالية؟
مع التطورات المتسارعة في قطاع الطاقة، يظهر الذكاء الاصطناعي كأداة محورية لتقليل كلفة الطاقة وحماية البيئة بشكل لم يسبق له مثيل، حيث يُحدث نقلة نوعية في صناعة النفط والطاقة عبر تحسين الكفاءة وتقليل الهدر. في معرض أديبك 2025 بأبوظبي، جسد الذكاء الاصطناعي دوره كشريك استراتيجي لتعزيز مرونة أنظمة الطاقة وتطوير البنية التحتية الذكية.
كيف يعزز الذكاء الاصطناعي كفاءة استهلاك النفط وتحسين استخدام الموارد في صناعة الطاقة؟
شهد العام الماضي تحولًا حقيقيًا من النظريات إلى تطبيقات عملية بين الذكاء الاصطناعي وقطاع الطاقة، لاسيما في مجال النفط واستهلاكه، فقد تحولت الطموحات إلى مشاريع وشراكات ملموسة تُظهر الفوائد الفعلية لهذا التكامل.
دراسة حديثة في جامعة كوتاهيا دوملوبينار بتركيا أوضحت أن الذكاء الاصطناعي يساهم على نحو فعال في تحسين كفاءة استخدام زيوت التشحيم بالمعدات الصناعية، مما يقلل الاحتكاك ويطيل عمر الآلات. تبرز المشكلات في الطرق التقليدية لتقييم عمر زيت المحركات، كونها بطيئة وتتطلب مختبرات متخصصة، ما يحد من إمكانية تطبيقها في الوقت الفعلي بالحقول الصناعية.
طور الباحثون مستشعرًا ذكياً يقيس عمر الزيت بدقة وسرعة، مدعومًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمكن فرق الصيانة من اتخاذ قرار التغيير الصحيح في الوقت المناسب، فتجنب الأعطال المكلفة وتحقيق وفورات اقتصادية وبيئية مهمة.
تقرير أدنوك ومايكروسوفت.. رؤى تضئ على أهمية الذكاء الاصطناعي في تقليل كلفة الطاقة
يستعرض تقرير “تعزيز الإمكانات 2025” الصادر عن تحالف أدنوك ومايكروسوفت وأبل التطورات التي شهدها القطاعان؛ الطاقة والذكاء الاصطناعي، حيث أكد أكثر من 90% من المشاركين زيادة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي. لم يعد استخدام الذكاء الاصطناعي يقتصر على تجارب محدودة، بل تُنقل جميع العمليات الإنتاجية إلى نطاق الشركات الكبيرة، مع ضمان استدامة وموثوقية الحلول.
حدد التقرير سبع أولويات من شأنها تسريع نشر الذكاء الاصطناعي تشمل:
- توسعة الطاقة المتجددة
- تعزيز مرونة الشبكات الكهربائية
- خفض انبعاثات الميثان
- احتجاز واستخدام وتخزين الكربون
- تطوير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي بكفاءة طاقية عالية
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن التمويل لا يزال أقل من الطلب، خصوصًا مع الاحتياجات الطاقية الكبيرة لمراكز بيانات الجيل القادم التي تتطلب طاقة مستمرة تصل إلى 5 غيغاواط.
أدنوك والذكاء الاصطناعي.. كيف يسهم النفط الذكي في تقليل كلفة الطاقة وحماية الكوكب؟
تؤمن أدنوك بأن الطاقة تمثل “قوة للخير”، وتُكرّس جهودها لتطوير حلول مبتكرة تجعل الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسًا للتقدم والنمو المستدام. من ذلك، أطلقت أدنوك منصة ENERGYai التي تعتبر أول حل من نوعه عالميًا في مجال الطاقة؛ إذ تجمع بين خبرتها العميقة والشراكة مع شركات مثل AIQ ومايكروسوفت وG42.
يعتمد هذا النظام على تحليل جيولوجي دقيق ومراقبة لحظية للعمليات، محولًا أشهر الاستكشافات إلى أيام معدودة، ما يوفر تكاليف ضخمة ويقلل انبعاثات الكربون خلال جميع مراحل الإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، أداة Neuron 5 المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدم تحليلًا مستمرًا لبيانات آلاف الأصول، مما يمكّن من تحديد صيانة وقائية دقيقة، ويخفض فترات توقف الإنتاج، ويُحسن أداء العمليات التشغيلية.
النظام لا يقتصر فقط على تحسين العمل التقني، بل يدعم المستخدمين من العاملين على كافة المستويات لاتخاذ قرارات أسرع وأكثر ذكاءً، مما يعزز القيمة ويوجه الشركة نحو مستقبل أكثر استدامة ذكيًا.
بهذا التكامل بين الذكاء الاصطناعي والطاقة، تتجه صناعة النفط نحو أبعاد جديدة من الكفاءة وتقليل الكلفة والتأثير البيئي، مما يضعنا على طريق أكثر ذكاءً نحو أمن الطاقة وحماية كوكب الأرض.
