النفط يتراجع.. بيانات ضعيفة ودعم المخزونات الأمريكية تحد من الخسائر وتضغط على الأسواق

انخفضت أسعار النفط وسط بيانات اقتصادية ضعيفة تدفع كبار مستوردي الخام للتخوف من تباطؤ الطلب، لكن الدعم القادم من تراجع المخزونات الأمريكية حد من تفاقم الخسائر، مما جعل السوق أكثر استقرارًا في ظل هذه الظروف المعقدة.

تأثير البيانات الاقتصادية الضعيفة على أسعار النفط في الأسواق العالمية

شهدت أسعار النفط تقلبات مع استمرار ضعف البيانات الاقتصادية، حيث سجلت الصين انكماشًا في نشاط مصانعها للشهر السابع على التوالي خلال أكتوبر، كما استمر انكماش قطاع التصنيع في الولايات المتحدة للشهر الثامن، ما أثر سلبيًا على توقعات الطلب العالمي على النفط الخام. محليًا، ارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته خلال ثلاثة أشهر، مع اتساع الانقسام داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما قلل من احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، وهذا الارتفاع جعل النفط المقوم بالدولار أكثر تكلفة للمشترين من غير حائزي العملة الأمريكية، وهو عامل يثقل كاهل الطلب، ويحد من قدرة النفط على تحقيق مكاسب سعرية ملحوظة.

الدور الحاسم لمخزونات النفط الأمريكية في دعم الأسعار وتأثيرها على السوق

رغم الضغوط الاقتصادية، تلعب بيانات المخزونات الأمريكية دورًا هامًا في تحديد اتجاهات أسعار النفط، حيث أعلنت معطيات معهد البترول الأمريكي عن ارتفاع مخزونات الخام بمقدار 6.52 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 31 أكتوبر، في مقابل انخفاض مخزونات البنزين ونواتج التقطير بنسب ملموسة، مما خلق حالة دعم نسبي للأسعار ومنع انخفاضات حادة. هذا التوازن بين زيادة المخزونات الخام وانخفاض مشتقات النفط يعكس حالة من التذبذب في العرض والطلب داخل السوق الأمريكي، الذي يبقى أكبر مستهلك عالمي للنفط.

مستجدات العرض النفطي وتأثيرها على أسعار النفط وسط تحالف أوبك+

على صعيد العرض، سجلت السوق أحداثًا مهمة أثرت على الإنتاج والتصدير، حيث أعلنت مصادر موثوقة عن توقف ميناء توابسي الروسي على البحر الأسود عن تصدير الوقود، نتيجة استهدافه بطائرات مسيرة أوكرانية، بالإضافة إلى توقف مصفاة النفط المحلية عن تكرير الخام مؤقتًا، مما قلل من المعروض. كذلك، انخفض إنتاج كازاخستان من النفط بنسبة 10% الشهر الماضي، رغم أنه لا يزال يتجاوز الحصة المتفق عليها ضمن تحالف أوبك+. وفي إطار سياسة التحكم في الإمدادات، وافق تحالف أوبك+ على زيادة الإنتاج بـ137 ألف برميل يوميًا في ديسمبر مع تعليق أي زيادة إضافية في الربع الأول من 2026، بما يعكس حرصًا على موازنة السوق ودعم الأسعار ضمن حدود مقبولة.

تعكس هذه التطورات المتلاحقة توازنات معقدة بين عوامل الطلب المتذبذب والعرض المتغير، ما يجعل أسعار النفط تترنح بين ضغوط ضعف الطلب والتدخلات المنظمة في الإنتاج، وسط حساسية كبيرة لتحركات الدولار والأسواق الكبرى، وهو ما يفرض توقعات بحركة محدودة للأسعار في الفترة القادمة مع بقاء عوامل الخطر قائمة ومستجدات العرض مستمرة في التأثير.