تحذيرات متصاعدة.. شلل حكومي يهدد أمريكا والعالم بفوضى في السماء والأسواق
الشلل الحكومي في الولايات المتحدة وتأثيره على الطيران والأسواق العالمية
تطور الشلل الحكومي في الولايات المتحدة أصبح يشكل خطرًا كبيرًا على حركة الطيران وسلاسل التوريد العالمية، فغياب الاتفاق بين الديمقراطيين والجمهوريين حول الميزانية أدى إلى اضطرابات تهدد المجال الجوي والأسواق الاقتصادية المرتبطة بالاقتصاد الأمريكي بشكل مباشر.
تأثير الشلل الحكومي على النقل الجوي والاقتصاد العالمي
يعمل آلاف موظفي النقل الجوي في الولايات المتحدة دون رواتب، ما يؤدي إلى إضعاف السيطرة على حركة الطيران وزيادة احتمالات إغلاق أجزاء من المجال الجوي إذا استمر انعدام التوافق السياسي، وهو ما ينعكس سريعًا على العالم كله. أكد الخبير الاقتصادي جان-فرانسوا روبين أن الولايات المتحدة تمثل العمود الفقري للموازنات والأسواق العالمية، وأي تعطيل طويل الأمد في مؤسساتها الحكومية يخلق اضطرابات في الأسواق المالية وسلاسل التوريد الدولية بسبب الاعتماد العالمي على الدولار والبنية الاقتصادية الأمريكية.
- تهديد الملفات الحساسة مثل الترسانة النووية الأمريكية بسبب الشلل المالي المستمر
الشلل الحكومي وتأثيره على أسواق المال وأسعار السلع العالمية
يرى روبين أن أي هزة في ثقة المستثمرين في الاقتصاد الفيدرالي الأمريكي تؤدي إلى ضغط على الأسواق الأوروبية وضعف العملة الأوروبية، مع ارتفاع أعباء الديون للدول المثقلة بمديونيات مرتفعة؛ كما أن تجميد العقود الفيدرالية يضر بشركات النقل والدفاع والتكنولوجيا، إضافة إلى القطاعات الحيوية مثل صناعة اللقاحات التي ترتبط سوقها بالسوق الأمريكية. تستمر الأزمة لتعقيد الأمور، حيث يرتفع سعر النفط وأجور الشحن الجوي، ما يزيد من تكلفة الطاقة والمواد الغذائية في مناطق أوروبا والشرق الأوسط، موضحًا أن ارتباط الاقتصاد العالمي يرفع من تداعيات الشلل الأمريكي على كافة هذه القطاعات.
تداعيات الشلل الحكومي على حركة الطيران وسلاسل التوريد الدولية
تعطل حركة الطيران على الأراضي الأمريكية يؤثر بشكل فوري على شركات الطيران الأوروبية والعربية والآسيوية، ويغير مسار الرحلات العابرة للمحيط الأطلسي، مما يرفع كلفة الشحن الجوي ويخلق اختناقات في سلاسل التوريد خصوصًا للسلع الحساسة مثل الأدوية وقطع الغيار. يشدد روبين على أن تأثير الأزمة لا يقتصر على توقف الطائرات فقط، بل أن استمرار الإغلاق الحكومي يكبد الاقتصاد الأمريكي خسائر بالمليارات، وينعكس سلبًا على الاستثمارات العالمية. يتوقع أن يواجه الدولار موجة مضاربات، ويميل المستثمرون إلى اللجوء للذهب والعملات الرقمية كملاذات آمنة.
| البند | التأثير المتوقع |
|---|---|
| وظائف قطاع الطيران | عمل دون أجر، خطر إغلاق المجال الجوي |
| أسواق المال | تراجع ثقة المستثمرين، ضعف اليورو، ارتفاع تكلفة الاقتراض |
| أسعار النفط والطاقة | ارتفاع بسبب زيادة التكاليف والتأمين |
| سلاسل التوريد | اختناقات في الشحن الجوي للسلع الحساسة |
| الاقتصاد الأمريكي | مليارات خسائر بسبب توقف النشاط الحكومي |
منذ بداية أكتوبر، دخلت الولايات المتحدة في شلل حكومي جديد بعد فشل التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية؛ فقد حذر وزير النقل من فوضى محتملة في حركة الطيران مع تأثر أكثر من 13 ألف مراقب جوي والعشرات من موظفي الأمن الذين يعملون دون رواتب. يتبادل الطرفان الاتهامات، فالبيت الأبيض يحمّل الديمقراطيين المسؤولية بينما يؤكد الأخيرون ضرورة حماية البرامج الصحية للأسر ذات الدخل المحدود قبل المصادقة على أي تمديد.
كان الشلل الحكومي عام 2019 نموذجًا واضحًا لتأثيرات هذا الوضع على قطاع الطيران، إذ أدى الإضراب والغيابات إلى تدخل عاجل للكونغرس. واليوم، تتكرر نفس السيناريوهات مع حساسية أكبر بسبب تمسك الأطراف السياسية بمواقفها، ونتيجة لهذا تبعات اقتصادية حادة تشهدها الأسر الفيدرالية التي تقع تحت ضغوط مالية كبيرة، ما يؤثر على معدلات استهلاك وتذبذب السوق المحلية في ظل استمرار شلل حكومي يُنبئ بتداعيات تتجاوز الحدود الداخلية وتطال الاقتصاد العالمي بأسره.
