تصعيد حاد.. الأمير ويليام ينتقد قادة شركات كبرى مقصرين في حق المناخ قبيل COP30

ولي عهد بريطانيا الأمير ويليام يوجه انتقادات شديدة لقادة الشركات الكبرى بسبب تقاعسهم في مواجهة تحديات التغير المناخي، معبرًا عن استيائه من “نقص الشجاعة” في سياساتهم البيئية وسط استعدادات مؤتمر COP30. حضر الأمير حفل جوائز Earthshot في البرازيل، حيث التقى برئيسي وزراء المملكة المتحدة والبرازيل لمناقشة دور القطاع الخاص في حماية المناخ.

ضرورة وجود قيادة جريئة في الشركات الكبرى ومسؤولياتها تجاه المناخ

يعتقد الأمير ويليام أن الشركات الكبرى لا تزال غير ملتزمة بما يكفي لقضايا المناخ، إذ يرى أنها تفتقر إلى القيادة الجريئة التي من شأنها دفع العمل البيئي بفعالية أكبر، فالكثير من هذه الشركات ما زالت مترددة في المضي قدمًا، وحركات التغيير الحقيقية نادرة ومن النادر أن تُعلن عنها. في اجتماع خاص مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عبّر الأمير عن قلقه من ضعف الدعم الفعّال من قبل الشركات العالمية تجاه الجهود المناخية، مؤكدًا أهمية التضامن والالتزام الصارم من القطاع الخاص.

• تفشي التلوث بسبب تسربات الصرف الصحي في الأنهار والبحيرات البريطانية يمثل تحديًا بيئيًا خطيرًا

الأمير ويليام وجهوده التوعوية لتعزيز دور الشركات الكبرى في حماية المناخ

تبعًا لمبادئ الملك تشارلز الذي وضع حماية المناخ في صلب اهتماماته، كرّس ولي العهد الأمير ويليام جزءًا كبيرًا من جهوده لتسليط الضوء على ضرورة التزام الشركات الكبرى بقضايا البيئة. رغم بروز شركات مثل إيكيا وأوبر بإيجابيات ملموسة، إلا أن الأمير يشير إلى أن العديد من الشركات الأخرى لا تزال تتقاعس عن تحمل مسؤولياتها الكاملة، داعيًا إياها إلى الانخراط الفاعل والشجاع في هذه القضية الحيوية. خلال لقاءه مع ناشطين شباب في ريو دي جانيرو، تحدى الأمير قادة الشركات قائلاً: “هناك تردد واضح في النظام؛ علينا أن نتحلى بالثقة والشغف، لأن غيابهما يؤدي إلى التقاعس وعدم المبادرة”.

• انتشار الطحالب السامة في أكبر بحيرة بريطانية يثير مخاوف صحية وبيئية متزايدة

محادثات ومبادرات بيئية رفيعة المستوى خلال تحضيرات COP30

أجرى الأمير ويليام محادثات مهمة مع الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا ووزير الطاقة البريطاني إد ميليباند خلال زيارته للبرازيل لحضور حفل جوائز Earthshot. وتُكرم هذه الجوائز البيئية العالمية خمسة فائزين يقدمون إسهامات بارزة في حماية البيئة، وهو الحدث الذي شارك فيه الأمير مع شباب برازيليين تحدثوا عن رؤاهم لعالم يستنشق فيه الجميع هواءً نظيفًا وأنهارًا صافية وحياة برية مزدهرة. وأرسل النجم العالمي توم كروز رسالة فيديو شكر فيها الفائزين والمرشحين على التزامهم الراسخ، بينما قدم نجوم موسيقيون عروضًا تضمنت الفنانة كايلي مينوج والموسيقي شاون مينديز إلى جانب أسطورة البرازيل جيلبيرتو جيل، مما أضفى رونقًا واهتمامًا دوليًا على الحفل.

شهدت قمة استباقية لمؤتمر COP30 خطابًا مؤثرًا للأمير ويليام تكلم فيه عن أهمية الاعتراف بحقوق السكان الأصليين والمجتمعات المحلية، مشددًا على أن تمتعهم بحقوق الأراضي يرتبط بانخفاض معدلات إزالة الغابات، وتحسن التنوع البيولوجي، وزيادة قدرة الكوكب على تخزين الكربون. وأشار إلى ضرورة اعتبار السكان الأصليين قادة عالميين في مجال المناخ، مع حماية حقوقهم واحترام معارفهم بوصفها عناصر أساسية لصحة الأرض. كما عقد لقاء مع ممثلي السكان الأصليين للاستماع إلى رؤاهم بشأن دورهم الحيوي في الحفاظ على النظم البيئية الحرجة.

يبقى تحرك القطاع الخاص، وفق كلمة ولي العهد، عنصرًا جوهريًا في مسيرة التصدي للأزمات المناخية، ولعل الاستعدادات لمؤتمر COP30 توفر فرصة حاسمة لرسم ملامح التزام شامل يعكس روح المسؤولية المشتركة تجاه مستقبل الأرض.