أزمة تحيط بطائرات MD-11.. أمريكا توقف جميع استخداماتها بعد حادث مأساوي يتهم المحرك

توقفت الولايات المتحدة عن استخدام كل طائرات الشحن من طراز MD-11 بعد حادث مأساوي أدى إلى مراجعة سلامة عاجلة للطائرات، عقب تحطم طائرة من هذا الطراز في ولاية كنتاكي. الهيئة الفيدرالية للطيران الأمريكي أعلنت تعليق استخدام هذه الطائرات لحين الانتهاء من فحص السلامة؛ مما يعكس خطورة الوضع المرتبط بشكوك في المحرك.

قرار تعليق استخدام طائرات MD-11 بعد حادث كنتاكي المأساوي

بعد انفجار طائرة ماكدونل دوغلاس MD-11 التابعة لشركة يو بي إس للشحن واحتراقها فور تحطمها بعيد إقلاعها من مطار لويفيل، أصدر نائب هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية قرارًا بتعليق جميع الرحلات لطائرات MD-11 وMD-11F. تسبب الحادث في مقتل 14 شخصًا، وقد جاء التوجيه الطارئ بعد أن تبين أن المحرك الأيسر انفصل عن الطائرة أثناء الإقلاع؛ الأمر الذي اعتبرته الهيئة “وضعًا غير آمن يحتمل تكراره في الطراز ذاته”. وقد أرفقت الهيئة ذلك بحظر كامل على أي رحلات إضافية للطراز، حتى الانتهاء من الفحوصات والإصلاحات المطلوبة.

ردود فعل شركات الشحن وتوصيات التصنيع بشأن طائرات MD-11

أعلنت شركة يو بي إس، صاحبة هذا الأسطول الذي يشكل طائرات MD-11 نحو 9% منه، تعليق استخدام هذه الطائرات مؤقتًا حفاظًا على السلامة، بناءً على توصية الشركة المصنعة. فيما أعلنت شركة فيديكس تعليق استخدام 28 طائرة من نفس الطراز ضمن أسطولها الضخم الذي يضم حوالي 700 طائرة. من جهتها، أوصت شركة بوينغ، المالك الحالي لماكدونل دوغلاس، جميع المشغلين الذين يستخدمون طائرات MD-11 بوقف رحلات الطائرات مؤقتًا لإجراء تحليلات هندسية شاملة. كما تضم هذه القائمة شركة “ويسترن غلوبال إيرلاينز” التي تعتمد أيضًا على الطراز نفسه. وكان من الممكن أن يتسبب الحادث في مأساة أكبر، خصوصًا أن الطائرة كانت محملة بنحو 38 ألف غالون من الوقود وقريبة من مصنع تجميع سيارات فورد الذي يشغل نحو ثلاثة آلاف موظف. وقد أظهرت لقطات من موقع الحادث أثر حريق طويل وانتشار الحطام في المنطقة، وسط جهود مكثفة من رجال الإطفاء للسيطرة على النيران.

تطورات التحقيق في حادث طائرة MD-11 واشتداد الشكوك في المحرك

كشف عضو المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي (NTSB) أن الصندوقين الأسودين للطائرة تم العثور عليهما ونُقلا إلى واشنطن لتحليلهما، حيث يحتويان على بيانات الرحلة وسجلات صوت قمرة القيادة. ارتفعت حصيلة القتلى إلى 14 شخصًا بعد اكتشاف جثة إضافية في موقع الحادث، وفقًا لتصريحات حاكم كنتاكي أندي بيشير، الذي ناشد الجميع بالدعاء للضحايا ولمتضرري الحادث في لويفيل. يُعد هذا أسوأ حادث في تاريخ يو بي إس، التي يقع مقرها الرئيسي في المدينة نفسها وتوظف آلاف العاملين. وقد تم تصنيع هذه الطائرة عام 1991، وبعدها تم تعديلها لاستخدامها في الشحن الجوي. يشير التحقيق حتى الآن إلى وجود شبهة مباشرة في المحرك الأيسر، ما دفع الجهات المعنية إلى تبني تدابير صارمة لضمان سلامة الطائرات من طراز MD-11، وسط قلق متزايد من احتمالية تعرض نماذج أخرى لمشكلات مشابهة.