تعقيدات غير مسبوقة.. COP30 تستضيف أعقد مفاوضات مناخ في قلب الأمازون وتحدد مستقبل البيئة
تنطلق مفاوضات مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ (COP30) بحضور ما يقارب 50 ألف مشارك في مدينة بيليم الواقعة في قلب غابات الأمازون البرازيلية، مع توقعات بأن تكون هذه المفاوضات من أصعب اللقاءات التي شهدها العالم في مجال حماية المناخ والحفاظ على التعاون الدولي لمواجهة التغيرات المناخية.
تحديات مؤتمر الأطراف الثلاثين COP30 في غابات الأمازون وتأثيرها على مفاوضات المناخ
اختار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين COP30 في منطقة الأمازون رغم النقص اللوجستي والفندقي، بهدف وضع المشاركين أمام الواقع البيئي الحقيقي للغابات البكر والأنهار والسكان الأصليين الذين يعانون من أضرار جمة بسبب التعديات غير القانونية مثل إزالة الغابات، تعدين الذهب غير المشروع، والاتجار الغير مشروع. تلعب غابات الأمازون دورًا حيويًا في امتصاص الغازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي؛ لذا يحتل الحفاظ عليها أولوية قصوى في جهود الحد من التغير المناخي.
التحديات اللوجستية لم تؤثر فقط على الأماكن والمرافق؛ إذ أبدى مسؤولون قلقهم من جاهزية بنية الاتصالات أو توفير الغذاء الكافي للوفود المشاركة، ما يعكس الصعوبة التي تكتنف تنظيم هذا الحدث الطموح في موقع ذات مناخ استوائي متقلب. يبقى التساؤل الأبرز حول قدرة الأطراف على التوصل إلى توافق جماعي يواجه توقعات الاحترار الكارثية، ويجنب الصدام بين الدول الغنية والعالم النامي في ما يتعلق بتمويل مواجهة الكوارث المناخية.
التمويل والمخاطر المناخية في COP30.. أزمات تضرب الدول المتضررة من الأعاصير والجفاف
تتناول مفاوضات المؤتمر النقاش الحساس حول مصادر الأموال لمساعدة الدول التي تعرضت لكوارث طبيعية متكررة، مثل جامايكا التي اجتاحها أعنف إعصار في التاريخ المعاصر في أكتوبر/تشرين الأول، والفيليبين التي تعرضت لإعصارين مدمرين بين أسبوعين فقط. لا يقتصر التحدي على توفير التمويل فحسب، بل يتعداه إلى رسم خريطة طريق واضحة للانتقال من الوقود الأحفوري التقليدي، خاصة بعد إعادة تنشيط صناعة النفط التي استعادت زخمها إثر اتفاقيات عام 2023 التي هدفت للتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
أوضح أندريه كوريا دي لاغو، رئيس مؤتمر الأطراف، أن الجدل الأكبر يكمن في كيفية تحقيق إجماع حول الخطوات المستقبلية، ومدى قدرة الدول على تجاوز خلافاتها العميقة لتوحيد الجهود في مواجهة التغير المناخي.
غياب الولايات المتحدة وحضور دونالد ترامب في مؤتمر الأطراف الثلاثين COP30
منذ اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في قمة الأرض ريو دي جانيرو قبل ثلاثين عامًا، استمر الحوار العالمي لتحسين وتنفيذ الأنظمة المناخية، حيث تم التوقيع على اتفاقية باريس عام 2015 التي تهدف إلى حصر ارتفاع درجات الحرارة دون درجتين، مع السعي لحد 1.5 درجة مئوية. غير أن إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤخرا بأن تجاوز هذا الحد أصبح حتميًا يشكل تهديدًا خطيرًا وكبيرًا يتطلب تقليل فترة تجاوز هذا الحد إلى أقصر مدة ممكنة.
تغيب الولايات المتحدة لأول مرة عن هذه المفاوضات بشكل رسمي، رغم أنها ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة، وكان تركيز المجتمع الدولي منصبًا على قدرة الدول على الالتزام بالأهداف المناخية. وعلى الرغم من ذلك، عبر دونالد ترامب عن اعتراضه على عمليات إزالة الغابات في منطقة بيليم عبر منصات التواصل الاجتماعي، معتبرًا إياها “فضيحة” بعد نشر تقرير على قناة “فوكس نيوز”، مما يظهر أن هذه القضية لا تزال حاضرة حتى في الأوساط السياسية الأميركية الخارجة رسميًا من المفاوضات.
| الدولة | التحدي المناخي | الاحتياجات التمويلية |
|---|---|---|
| جامايكا | إعصار ضمن أقوى الأعاصير خلال قرن | دعم عاجل لتعافي البنية التحتية |
| الفيلبين | إعصارين مدمرين في غضون أسبوعين | موارد للمساعدة الطارئة وإعادة الإعمار |
| البرازيل | إزالة الغابات والتلوث والتعدين غير القانوني | إستراتيجية حوكمة وحماية الغابات |
